أساس تطوير التطبيقات اللامركزية ومنافس إيثريوم وقاتل إيثريوم وشبكة لها آلاف سلاسل بلوك تشين وعملة مشفرة لها قيمة سوقية عالية. كل هذه تعريفات يمكن للمرء في الحقيقة أن يطلقها على بولكادوت. وبولكادوت هو الجيل الجديد من سلاسل بلوك تشين، وقد أتى ليساعد سلاسل بلوك تشين على التفاعل مع بعضها بعضاً. بعبارة أخرى إن كانت بلوك تشين قد أتت لتحل تحديات العالم الحقيقي فإن بولكادوت قد أتى ليحل تحديات بلوك تشين. وفي حال كنت لا تعرف لماذا يُعتبر تفاعل سلاسل بلوك تشين أمراً مهماً أو لماذا يجب على سلاسل بلوك تشين أن تتفاعل مع بعضها في الأصل فابق معنا حتى نهاية هذه المقالة.
بولكادوت: بلوك تشين من أجل سلاسل بلوك تشين
هل تتذكر الأيام الأولى للإنترنت أو تطبيقات العالم الحقيقي الأولى لهذه التقنية؟ في ذلك الوقت لم يكن يُستخدم الإنترنت إلا لقراءة بعض الصفحات واكتساب بعض المعلومات. لهذا السبب كان يدعى الجيل الأول من الإنترنت باسم ”القراءة فقط“. بعبارة أخرى كان مستخدمو الإنترنت منقسمين إلى مجموعتين: منشئو المحتوى والجمهور.
من كان يعتقد أن تتقدم هذه التقنية في مثل هذه الفترة القصيرة إلى المدى الذي ستصبح فيه تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي والعالم الافتراضي والميتافيرس من إنجازاتها الطبيعية؟
استناداً إلى خبراء فإن الشيء نفسه سيحدث لبلوك تشين!
في المستقبل غير البعيد جداً ستؤثر بلوك تشين على ملامح حياتنا. بعبارة أخرى فإن بلوك تشين الآن مثل الإنترنت في ستينات القرن العشرين.
مع وضع هذا بالاعتبار تخيل مستقبلاً تصبح كل النشاطات الروتينية تقوم بها الآن تتم فيه بشكل آلي. فثلاجتك ستكون ممتلئة دائماً لأنها ستكتشف الأشياء اللازمة وتطلبها بشكل آلي. فهي مجهزة ببلوك تشين متصلة بسلاسل بلوك تشين لكل المتاجر المحلية ومجهزة أيضاً بمحفظة رقمية يتم شحنها بشكل دوري. إنها تطلب الأشياء اللازمة وتسأل عن الأسعار وتدفع المبلغ. ويمكنها أيضاً أن تقارن بين أسعار المتاجر المختلفة وتختار السعر الأفضل. أو أنك لن تحتاج للقيادة بعد الآن لأنك ستعطي العنوان لسيارتك وهي ستأخذك إلى أي مكان تريده. ولن تحتاج للذهاب إلى محطة الوقود لأن سيارتك ستكتشف آلياً متى تفرغ من الوقود وتذهب إلى محطة الوقود بنفسها.
حسناً حتى تحدث كل هذه الأمور فإن هذه الأجهزة ستحتاج للتفاعل مع بعضها بعضاً، أليس كذلك؟ فإن لم تكن متصلة ببعضها بعضاً وكانت تعمل كشبكات معزولة ومستقلة فكيف يمكن لهذا المستقبل أن يصبح حقيقةً؟
هنا يظهر دور شبكات مثل بولكادوت، حيث يهدف بولكادوت إلى مساعدة سلاسل بلوك تشين التي لها برتوكولات مختلفة على التفاعل فيما بينها وتسهيل قدرتها على العمل مع بعضها.
كيف يعمل بولكادوت؟
تعرفت حتى الآن على هدف بولكادوت الرئيسي وخصائصه المميزة، وإن كنت تتساءل كيف يخطط بولكادوت لإنجاز هذا الهدف فعلينا أن نقول إن سلسلة بلوك تشين هذه تستخدم سلاسل متعددة لكل منها وظائف مختلفة في الشبكة. وسلاسل بولكادوت الرئيسية تتضمن:” سلاسل الترحيل“ وسلاسل ”باراتشين“ وسلاسل ”باراثريد“ و”الجسور“.
سلاسل الترحيل Relay Chains
إن سلاسل الترحيل هي قلب شبكة بولكادوت وهي تقوم بتنسيق كل الأجزاء الأصغر. حيث تتصل كل سلاسل بولكادوت المستقلة مع هذه السلسلة الرئيسية وتشارك كتلها معها في النهاية. حيث يتم على هذه السلسلة تكديس توكنات DOT والمصادقة على المعاملات وبناء الكتل. وبالإضافة إلى هذا توضع للتصويت هنا كل المقترحات التي لدى المستخدمين لتحسين الشبكة.
سلاسل باراتشين
كلمة ”باراتشين“ مأخوذة من السلاسل المتوازية، لذا من الواضح أن هذه السلاسل تعمل بالتوازي مع السلسلة الرئيسية ويتم تسجيل معاملاتها على السلسلة الرئيسية بشكل دوري. وتتم معالجة المعاملات التي تتم على كل باراتشين والمصادقة عليها بواسطة عُقد تدعى ”مجمِّعات“، ومن الجدير بالذكر أن سلاسل باراتشين المختلفة تعمل بشكل تبادلي وتتفاعل مع بعضها بعضاً.
سلاسل باراثريد
سلاسل باراثريد هي بدائل لسلاسل باراتشين. وهي متشابهة جداً مع سلاسل باراتشين من الناحية التقنية لكن طرقها في الاتصال مع الشبكة ونماذجها الاقتصادية مختلفة قليلاً. فبدلاً من استئجار باراتشين والحصول على اتصال دائم في السلسلة الرئيسية فإن أصحاب الأعمال يمكن أن يستخدموا سلاسل باراثريد للاتصال بالسلسلة الرئيسية عند الضرورة. يدعى هذا النموذج باسم ”ادفع عندما تعمل“ وهو أكثر فاعلية بكثير.
الجسور
الجسور في بولكادوت هي أنواع محددة من سلاسل باراتشين ببنيتها اللامركزية غير الموثوقة والتي ترسل وتستقبل المعاملات من/إلى مختلف سلاسل بلوك تشين. حيث تتمتع هذه الجسور بقدرتها على التعامل مع سلاسل بلوك تشين الأقدم والمعزولة مثل بيتكوين وإيثريوم.
فريق بولكادوت ومطوروه
الدكتور جافين وود وبيتر كزابان وروبرت هابرماير هم المؤسسون الرئيسيون لبولكادوت.
جافين وود هو مطور لغة برمجة إيثريوم التي تدعى ”سولدتي“ وأحد المشاركين بتأسيس إيثريوم. وهو أول من تحدث عن إنترنت لامركزية تدعى “Web 3.0”. وقد دفعته صراعاته مع فيتاليك بوتيرين إلى مغادرة إيثريوم ومن ثم البدء بالعمل على بولكادوت. وبناءً على ذلك يمكننا القول إن بولكادوت منافس خطير لإيثريوم.
بيتر كزابان هو كبير موظفي التكنولوجيا في مؤسسة Web3. وقد تخرج من جامعة أكسفورد في التعلم الآلي وعمل في مجالات مختلفة بما في ذلك الاقتصاد وتحليل البيانات والشبكات الموزعة والتعلم الآلي.
وأخيراً روبرت هابرماير هو العضو المشارك الآخر في بولكادوت وهو أحد أقدم الأعضاء في مجتمع مطورين يدعى “Rust” وله تاريخ طويل في البلوك تشين والشبكات الموزعة والتشفير.
توكن DOT: السعر والمحافظ
DOT هي العملة الأصلية للبولكادوت. وهي تعمل كمخزن للقيمة بالإضافة إلى دورها في شبكة بولكادوت. ويمكن للمستخدمين شراء هذه التوكن أو تداولها أو الاحتفاظ بها على أمل ارتفاع سعرها. في وقت كتابة هذا التقرير يتم تداول كل وحدة من DOT بحوالي 20 دولاراً. وقد سجلت DOT أعلى مستوى لها على الإطلاق بأكثر من 50 دولاراً. كما أن لديها أكثر من 980,000,000 وحدة كمخزون متداول، وهي تحتل المرتبة الحادية عشرة من حيث القيمة السوقية بين العملات المشفرة بقيمة سوقية تزيد عن 20 مليار دولار.
يوجد العديد من المحافظ الرقمية التي تدعم DOT. ويمكنك مشاهدة هذه المحافظ وأنواعها في الجدول أدناه.
النوع اسم المحفظة
برمجية – هاتف محمول – أندرويد وiOS Parity Signer
قائمة على الويب Polkadot-JS
إضافة على المستعرض Polkadot{.js}
برمجية – هاتف محمول – أندرويد وiOS Polkawallet
برمجية – هاتف محمول – أندرويد وiOS وكذلك إضافة على المستعرض Math Wallet
برمجية – هاتف محمول – أندرويد وiOS Trust Wallet
برمجية – هاتف محمول – أندرويد وiOS وأيضاً جهاز SafePal
برمجية – هاتف محمول – أندرويد وiOS وكذلك إضافة على المستعرض Guarda
برمجية – هاتف محمول – أندرويد وiOS وحاسب أيضاً Atomic Wallet
برمجية – هاتف محمول – أندرويد وiOS Swipe
برمجية – هاتف محمول – أندرويد وiOS imToken
جهاز Ledger
جهاز Trezor
خاتمة
حاولنا في هذه المقالة إعطاء مقدمة عن بولكادوت والمرور على بعض تطبيقاته. ومع ذلك ربما ما يزال من المبكر قليلاً تقييم هذا المشروع والتنبؤ بمستقبله. فرغم جميع مزايا الجيل الجديد من البلوك تشين مثل قابلية التوسع العالية فإن بعض المستخدمين ما يزالون يفضلون سلاسل بلوك تشين القديمة مثل الإيثريوم. وبالإضافةً لذلك فإن إيثريوم بصدد إطلاق نسختها الجديدة التي تدعى إيثريوم 2.0 الواعدة من حيث قابلية توسع أعلى. وكل ما علينا هو الانتظار ومشاهدة ماذا سيحدث بعد الاطلاق الرسمي لإيثريوم 2.0 وتأثيره على منافسيه ومن ضمنهم بولكادوت.
وكنقطة أخيرة نود التنويه إلى أن عالم التقنيات اللامركزية ينمو بشكل سريع جداً. والمشاريع التي يمكنها مواكبة هذه الوتيرة السريعة سيكون لها النصيب الأكبر من الإنترنت اللامركزية. حتى الآن أثبت بولكادوت أنه يمتلك إمكانيات كثيرة لكن علينا أن ننتظر ونرى فيما إذا كان بإمكانه المتابعة على هذا المنحى في المستقبل أم لا.